قوله : { دَعْوَاهُمْ } أي : دعاؤهم ونداؤهم ، وقيل : الدعاء العبادة ، كقوله تعالى : { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله } وقيل : معنى دعواهم هنا : الادّعاء الكائن بين المتخاصمين ، والمعنى : أن أهل الجنة يدعون في الدنيا والآخرة تنزيه الله سبحانه من المعايب والإقرار له بالإلهية . قال القفال : أصله من الدعاء لأن الخصم يدعو خصمه إلى من يحكم بينهما ، وقيل معناه : طريقتهم وسيرتهم ، وذلك أن المدّعي للشيء مواظب عليه ، فيمكن أن تجعل الدعوى كناية عن الملازمة ، وإن لم يكن في قوله : { سبحانك اللهم } دعوى ولا دعاء ؛ وقيل معناه : تمنيهم كقوله :
{ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } وكأن تمنيهم في الجنة ليس إلا تسبيح الله وتقديسه ، وهو مبتدأ وخبره سبحانك اللهم ، و { فِيهَا } أي : في الجنة . والمعنى على القول الأوّل : أن دعاءهم الذي يدعون به في الجنة هو تسبيح الله وتقديسه ، والمعنى : نسبحك يا ألله تسبيحاً . قوله : { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَم } أي : تحية بعضهم للبعض . فيكون المصدر مضافاً إلى الفاعل ، أو تحية الله أو الملائكة لهم ، فيكون من إضافة المصدر إلى المفعول . وقد مضى تفسير هذا في سورة النساء ، قوله : { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين } أي : وخاتمة دعائهم الذي هو التسبيح أن يقولوا : الحمد لله رب العالمين . قال النحاس : مذهب الخليل أن «أن » هذه مخففة من الثقيلة . والمعنى : أنه الحمد لله .
وقال محمد بن يزيد المبرد : ويجوز أن تعملها خفيفة عملها ثقيلة . والرفع أقيس ، ولم يحك أبو عبيد إلا التخفيف . وقرأ ابن محيصن بتشديد أنّ ونصب الحمد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.