فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَّقُونَ} (6)

ثم ذكر سبحانه المنافع الحاصلة من اختلاف الليل والنهار ، وما خلق في السموات والأرض من تلك المخلوقات ، فقال : { إِنَّ فِي اختلاف الليل والنهار وَمَا خَلَقَ الله فِي السموات والأرض لآيات لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } أي : الذين يتقون الله سبحانه ، ويجتنبون معاصيه ، وخصهم بهذه الآيات لأنهم الذين يمعنون النظر والتفكر في مخلوقات الله سبحانه حذراً منهم عن الوقوع في شيء مما يخالف مراد الله سبحانه ، ونظراً لعاقبة أمرهم ، وما يصلحهم في معادهم . قال القفال : من تدبر في هذه الأحوال علم أن الدنيا مخلوقة لبقاء الناس فيها ، وأن خالقها وخالقهم ما أهملهم ، بل جعلها لهم دار عمل ، وإذا كان كذلك فلا بدّ من أمر ونهي .

/خ6