تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَّقُونَ} (6)

وقوله تعالى : ( إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ) آية البعث ودلالة تدبير صانعهما .

أما دلالة البعث [ فهي ][ ساقطة من الأصل وم ] أن كل واحد منهما إذا جاء ذهب الآخر ، وفني ، حتى لا يبقى له الأثر ، ثم يتجددان ، ويحدثان ، على ذلك أمرهما ، ويتلف كل واحد منهما صاحبه حتى لا يبقى له الأثر . فمن قدر على ما ذكرنا قدر على بعثهم وإنشائهم بعد الموت بعد ما صاروا ترابا .

وأما دلالة التدبير فهي[ في الأصل وم : هو ] جريانهما وسيرهما على سنن واحد وتقدير واحد ، وفيهما[ في الأصل وم : أن فيهما ] تدبير غير ذاتي وعلم أزلي وأنه واحد ، إذ لو كان التدبير [ فيهما لعدد ][ في الأصل وم : فيها العدد ] ؛ لكانا يختلفان ، ولا يجريان على قدر واحد من غير تفاوت . [ وما فيهما من تغيير ][ في الأصل وم : إن فيهما تدبير ] أو نقصان أو زيادة دل أنه [ تقدير ][ ساقطة من الأصل وم ] واحد ، وبالله التوفيق .

وفي ذلك دلالة وحدانية منشئهما وخالقهما لأنه أنشأهما ، وبينهما ، وجعل منافع أحدهما متصلة بمنافع الآخر على بعد ما بينهما . دل أن منشئهما واحد ؛ إذ لو كان فعل /226-ب/ عدد منع كل فعلة عن الوصول بالآخر على ما هو فعل ملوك الأرض .

وقوله تعالى : ( لقوم يتقون ) مخالفة الله ، ويتقون جميع الشرور والمساوئ .