الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَّقُونَ} (6)

قوله : { إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض }{[30501]} إلى قوله : { يكسبون }[ 6-8 ]

والمعنى : إن في ذهاب الليل ، ومجيء النهار ، وذهاب النهار ، ومجيء الليل ، وإحداث كل واحد منهما بعد ذهابه ، واضمحلاله لعلامات { لقوم يتقون }[ 6 ] : على الوحدانية والقدرة . ويشير إليها ، ويخبر عنها : فالصامت لا يقدر على النطق ، لأن مسكتا أسكته ، وهو الله ( سبحانه ){[30502]} ، والناطق لا يعجز عن النطق ، لأن منطقا أنطقه ، وهو الله عز وجل{[30503]} ، والساكن لا يقدر على الحركة ، لأن مسكنا أسكنه ، وهو الله ( عز وجل ){[30504]} ، والمتحرك لا يعجز عن الحركة ، لأن محركا حركه ، وهو الله ( عز وجل ){[30505]} : فكل فيه دليل على الوحدانية والقدرة والملك .

{ وما خلق الله في السموات والأرض }[ 6 ] ( معناه ){[30506]} : من النجوم والشمس والقمر والجبال والشجر{[30507]} وغير ذلك . ( لآيات ) أي : لحجج وعلامات على توحيد الله ( جلت عظمته ) . {[30508]}

{ لقوم يتقون }{[30509]} : وهذه الآية تنبيه من الله عز وجل لعباده ( على توحيده ) وربوبيته .


[30501]:ط: السماوات والأرض.
[30502]:ساقط من ق. ط: عز وجل، وهو الله سبحانه.
[30503]:ساقط من ق.
[30504]:ساقط من ق.
[30505]:ساقط من ق.
[30506]:ساقط من ق.
[30507]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/24.
[30508]:ساقط من ق.
[30509]:ساقط من ق.