فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّهُۥ عَلَيۡكَۖ مِنۡهَا قَآئِمٞ وَحَصِيدٞ} (100)

والإشارة بقوله : { ذلك مِنْ أَنْبَاء القرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ } أي : ما قصه الله سبحانه في هذه السورة من أخبار الأمم السالفة ، وما فعلوه مع أنبيائهم ، أي هو مقصوص عليك خبر بعد خبر ، وقد تقدّم تحقيق معنى القصص ، والضمير في منها عائد إلى القرى : أي من القرى قائم ، ومنها حصيد ، والقائم : ما كان قائماً على عروشه ، والحصيد : ما لا أثر له . وقيل القائم : العامر ، والحصيد : الخراب . وقيل : القائم : القرى الخاوية على عروشها ، والحصيد : المستأصل بمعنى محصود ، شبه القرى بالزرع القائم على ساقه والمقطوع . قال الشاعر :

والناس في قسم المنية بينهم *** كالزرع منه قائم وحصيد

/خ108