وقوله تعالى : ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ) قوله : ( ذلك من أنباء القرى ) ذلك ما سبق من ذكر القرى والقرون[ المقصود قوله تعالى : ( فلولا ان من القرون من قبلكم )[ الآية : 116 ] ] في هذه السورة من أنباء نقصه عليك لتعلم بها رسالتك ، ولتكون آية لنبوتك لأنك لم تشاهدها ، ولا اختلفت[ في الأصل وم : اختلفت[ في الأصل وم : اختلف ] لأحد منهم ، فتعلمت منهم ، ولا كانت الكتب بلسانك ، فيقولون : نظرت فيها ، فأخذت ذلك منها ، ثم أنبأت على ما كان ، وقصصت عليهم لتعلم أنك إنما عرفت بالله ، فتكون آية لرسالتك .
وقوله تعالى : ( قائم وحصيد ) قال بعض أهل التأويل : ههنا قائم ترى [ مكانه ، وتنظر إليه ، ومنه ][ في الأصل وم : مكانها وتنظر إليها ومنها ] حصيد لا ترى له أثرا ولا مكانا . وقال بعضهم : قائم أي خاوية على عروشها ، وحصيد مستأصلة .
وعن الحسن [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : ( منها قائم ) وما حصد الله أكثر ؛ أي ما أهلك الله من القرى أكثر .
وأصله عندنا : ( منها قائم ) نحو قرى عاد وثمود ومدين ؛ أهلك أهلها ، وبقيت القرى لأهل الإسلام ، لأنه يقول في قرى عاد : ( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم )الآية[ الأحقاف : 25 ] ومنها حصيد ما أهلك أهلها والقرى جميعا نحو قوم نوح أهلكوا ببنيانهم ، ونحو قريات قوم لوط أهلكت بأهلها أيضا حتى لم يبق لا الأهل ولا البنيان . فذلك ، والله أعلم تأويل قوله : ( منها قائم ) هلك أهلها ، وبقي البنيان ( وحصيد ) هو ما أهلك البنيان بأهله حتى لم ينقى له[ في الأصل وم : لها ] أثر .
أحدها : [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] آية الرسالة .
[ والثاني : أنه ][ في الأصل وم : و ] عبرة لأهل التقوى ، وهو ما ذكر في آخره : ( إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة )[ هود : 103 ] .
[ والثالث : أنه زجر ][ في الأصل وم : وزجرا ] لأهل الشرك والكفر لأنهم يذكرون ما نزل بأولئك ، فيزجرون عن صنعهم فيه . هذه الوجوه التي ذكرها ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.