الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّهُۥ عَلَيۡكَۖ مِنۡهَا قَآئِمٞ وَحَصِيدٞ} (100)

قوله تعالى : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ } : يجوز أن يكون " نقصُّه " خبراً ، و " مِنْ أبناء " حال ، ويجوز العكس ، قيل : وثَمَّ مضافٌ محذوف ، أي : من أنباء أهل القرى ولذلك أعاد الضمير عليها في قوله " وما ظلمْناهم " .

قوله : { مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ } : " حصيد " مبتدأ محذوفُ الخبر ، لدلالةِ خبر الأول عليه ، أي : ومنها حصيد وهذا لضرورةِ المعنى .

وهل لهذه الجملةِ محلٌّ من الإِعراب ؟ فقال الزمخشري : " لا محلَّ لها لأنها مستأنفةٌ " . وقال أبو البقاء : " إنها في محلِّ نصبٍ على الحال من مفعول " نَقُصُّه " .

ويجوز في " ذلك " أوجه ، أحدها : أنه مبتدأ وقد تقدم . والثاني : أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدر يفسِّره " نقصُّه " فهو من باب الاشتغال ، أي : نَقُصُّ ذلك في حال كونه من أنباء القرى ، وقد تقدَّم في قوله : { ذلِكَ مِنْ أَنَبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ } [ آل عمران : 44 ] أوجه ، وهي عائدةٌ هنا .

و " الحَصِيد " بمعنى محصود ، وجمعه : حَصْدَى وحِصاد مثل مريض ومَرْضَى ومِراض ، وهذا قول الأخفش ، ولكن باب فعيل وفَعْلَى أن يكونَ في العقلاء نحو : قتيل وقَتْلَى .