فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِۦ لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ بِئۡسَ ٱلرِّفۡدُ ٱلۡمَرۡفُودُ} (99)

ثم ذمهم بعد ذمّ المكان الذي يردونه ، فقال : { وَأُتْبِعُواْ فِي هذه لَعْنَةً } أي : أتبع قوم فرعون مطلقاً ، أو الملأ خاصة ، أو هم وفرعون في هذه الدنيا لعنة عظيمة : أي طرداً وإبعاداً { وَيَوْمَ القيامة } أي : وأتبعوا لعنة يوم القيامة ، يلعنهم أهل المحشر جميعاً ، ثم إنه جعل اللعنة رفداً لهم على طريقة التهكم ، فقال : { بِئْسَ الرفد المرفود } . قال الكسائي وأبو عبيدة : رفدته أرفده رفداً : أمنته وأعطيته ، واسم العطية الرفد : أي بئس العطاء ، والإعانة ما أعطوهم إياه ، وأعانوهم به ، والمخصوص بالذمّ محذوف : أي رفدهم ، وهو : اللعنة التي أتبعوها في الدنيا والآخرة ، كأنها لعنة بعد لعنة تمدّ الأخرى الأولى وتؤبدها . وذكر الماوردي حكاية عن الأصمعي أن الرفد بالفتح : القدح ، وبالكسر : ما فيه من الشراب فكأنه ذمّ ما يستقونه في النار ، وهذا أنسب بالمقام . وقيل : إن الرفد : الزيادة : أي بئس ما يرفدون به بعد الغرق ، وهو الزيادة قاله الكلبي .

/خ108