فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَٰقَوۡمِ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٞ قَرِيبٞ} (64)

قوله : { ويا قوم هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ آيَةً } قد مرّ تفسير هذه الآية في الأعراف ، ومعنى لكم آية : معجزة ظاهرة ، وهي منتصبة على الحال ، ولكم في محل نصب على الحال من آية مقدّمة عليها ، ولو تأخرت لكانت صفة لها . وقيل : إن ناقة الله بدل من هذه ، والخبر لكم ، والأوّل : أولى ، وإنما قال : { ناقة الله } لأنه أخرجها لهم من جبل على حسب اقتراحهم . وقيل : من صخرة صماء { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ الله } أي : دعوها تأكل في أرض الله مما فيها من المراعي التي تأكلها الحيوانات . قال أبو إسحاق الزجاج : ويجوز رفع تأكل على الحال والاستئناف ، ولعله يعني في الأصل على ما تقتضيه لغة العرب لا في الآية ، فالمعتمد القراءات المروية على وجه الصحة { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء } قال الفراء : بعقر ، والظاهر أن النهي عما هو أعمّ من ذلك { فَيَأْخُذَكُمْ عَذَاب قَرِيب } جواب النهي : أي قريب من عقرها . وذلك ثلاثة أيام .

/خ67