{ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ } أي : لا يمدونها إلى العجل كما يمدّ يده من يريد الأكل { نَكِرَهُمْ } يقال : نكرته وأنكرته واستنكرته : إذا وجدته على غير ما تعهد ، ومنه قول الشاعر :
فأنكرتني وما كان الذي نكرت *** من الحوادث إلا الشيب والصلعا
فجمع بين اللغتين ، ومما جمع فيه بين اللغتين قول الشاعر :
إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها *** خرجت مع البازي عليّ سواد
وقيل : يقال : أنكرت لما تراه بعينك ، ونكرت لما تراه بقلبك ، قيل : وإنما استنكر منهم ذلك ، لأن عادتهم أن الضيف إذا نزل بهم ولم يأكل من طعامهم ظنوا أنه قد جاء بشرّ { وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ } أي : أحسّ في نفسه منهم { خِيفَةً } أي : خوفاً وفزعاً . وقيل : معنى أوجس : أضمر في نفسه خيفة ، والأول ألصق بالمعنى اللغوي ، ومنه قول الشاعر :
جاء البريد بقرطاس يحث به *** فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
وكأنه ظنّ أنهم قد نزلوا به لأمر ينكره ، أو لتعذيب قومه { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } قالوا له هذه المقالة مع كونه لم يتكلم بما يدل على الخوف ، بل أوجس ذلك في نفسه ، فلعلهم استدلوا على خوفه بأمارات كظهور أثره على وجهه ، أو قالوه له بعد ما قال عقب ما أوجس في نفسه من الخيفة قولاً يدلّ على الخوف ، كما في قوله في سورة الحجر :
{ قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } ، ولم يذكر ذلك ها هنا اكتفاء بما هنالك ، ثم علّلوا نهيه عن الخوف بقولهم : { إِنَّا أرْسلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ } أي : أرسلنا إليهم خاصة ، ويمكن أن يكون إبراهيم عليه السلام قد قال قولاً يكون هذا جواباً عنه { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا المرسلون . قَالُواْ إِنَّا أرْسلْنَا إلى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.