فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (108)

{ قُلْ هذه سَبِيلِي } أي : قل يا محمد للمشركين : هذه الدعوة التي أدعو إليها ، والطريقة التي أنا عليها سبيلي ، أي : طريقتي وسنّتي ، فاسم الإشارة مبتدأ وخبره سبيلي ، وفسر ذلك بقوله : { ادعوا إلى الله على بَصِيرَةٍ } أي : على حجة واضحة ، والبصيرة : المعرفة التي يتميز بها الحق من الباطل ، والجملة في محل نصب على الحال { أَنَا وَمَنِ اتبعني } واهتدى بهديي . وقال الفراء : والمعنى ومن اتبعني يدعو إلى الله كما أدعو . وفي هذا دليل على أن كل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حق عليه أن يقتدي به في الدعاء إلى الله ، أي : الدعاء إلى الإيمان به وتوحيده ، والعمل بما شرعه لعباده { وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ المشركين } أي : وقل يا محمد لهم : سبحان الله وما أنا من المشركين بالله الذين يتخذون من دونه أنداداً . قال ابن الأنباري : ويجوز أن يتم الكلام عند قوله : { ادعوا إِلَى الله } ثم ابتدأ ، فقال : { على بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتبعني } .

/خ108