فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُخۡزِيهِمۡ وَيَقُولُ أَيۡنَ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تُشَـٰٓقُّونَ فِيهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ إِنَّ ٱلۡخِزۡيَ ٱلۡيَوۡمَ وَٱلسُّوٓءَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (27)

قوله : { قَالَ الذين أُوتُوا العلم } قيل : هم العلماء ، قالوه لأممهم الذين كانوا يعظونهم ، ولا يلتفتون إلى وعظهم ، وكان هذا القول منهم على طريق الشماتة . وقيل : هم الأنبياء ، وقيل : الملائكة ، والظاهر : الأوّل ، لأن ذكرهم بوصف العلم يفيد ذلك وإن كان الأنبياء والملائكة هم من أهل العلم ، بل هم أعرق فيه لكن لهم وصف يذكرون به هو أشرف من هذا الوصف ، وهو كونهم أنبياء أو كونهم ملائكة ، ولا يقدح في هذا جواز الإطلاق ، لأن المراد الاستدلال على الظهور فقط { إِنَّ الخزي اليوم } أي : الذلّ والهوان والفضيحة يوم القيامة { والسوء } أي : العذاب { عَلَى الكافرين } مختص بهم .