وجملة { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيء إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } مستأنفة لبيان كيفية الإبداء والإعادة بعد بيان سهولة البعث عليه سبحانه . قال الزجاج : أعلمهم بسهولة خلق الأشياء عليه فأخبر أنه متى أراد الشيء كان ، وهذا كقوله : { وَإِذَا قضى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [ البقرة : 117 ] . وقرأ ابن عامر ، والكسائي { فيكون } بالنصب عطفاً على { أن نقول } . قال الزجاج : يجوز أن يكون نصباً على جواب { كن } . وقرأ الباقون بالرفع على معنى : فهو يكون . قال ابن الأنباري : أوقع لفظ الشيء على المعلوم عند الله تعالى قبل الخلق ، لأنه بمنزلة ما قد وجد وشوهد . وقال الزجاج : إن معنى «لشيء » لأجل شيء فجعل اللام سببية . وقيل : هي لام التبليغ ، كما في قولك : قلت له قم فقام ، و{ إِنَّمَا قَوْلُنَا } مبتدأ و{ أَنْ نَّقُولَ لَهُ كُنْ } خبره ، وهذا الكلام من باب التمثيل على معنى : أنه لا يمتنع عليه شيء ، وأن وجوده عند إرادته كوجود المأمورية عند أمر الآمر المطاع إذا ورد على المأمور المطيع ، وليس هناك قول ولا مقول له ، ولا أمر ، ولا مأمور حتى يقال : إنه يلزم منه أحد محالين ، إما خطاب المعدوم ، أو تحصيل لحاصل . وقد مضى تفسير ذلك في سورة البقرة مستوفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.