بيّن الله سبحانه أنهم لا يقنعون ، بل يبقون على بخلهم وشحهم فقال : { قُل لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّي } : { أنتم } مرتفع على أنه فاعل فعل محذوف يفسره ما بعده ، أي : لو تملكون أنتم تملكون على أن الضمير المنفصل مبدل من الضمير المتصل وهو الواو ، وخزائن رحمته سبحانه : هي خزائن الأرزاق . قال الزجاج : أعلمهم الله أنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لأمسكوا شحاً وبخلاً ، وهو خشية الإنفاق ، أي : خشية أن ينفقوا فيفتقروا ، وفي حذف الفعل الذي ارتفع به أنتم ، وإيراد الكلام في صورة المبتدأ والخبر دلالة على أنهم هم المختصون بالشحّ . قال أهل اللغة : أنفق وأصرم وأعدم وأقتر بمعنى : قلّ ماله ، فيكون المعنى : لأمسكتم خشية قلّ المال { وَكَانَ الإنسان قَتُورًا } أي : بخيلاً مضيقاً عليه . يقال : قتر على عياله يقتر ويقتر قتراً وقتوراً : ضيق عليهم في النفقة ، ويجوز أن يراد : وكان الإنسان قتوراً أي : قليل المال ، والظاهر : أن المراد : المبالغة في وصفه بالشح ، لأن الإنسان ليس بقليل المال على العموم . بل بعضهم كثير المال ، إلاّ أن يراد أن جميع النوع الإنساني قليل المال بالنسبة إلى خزائن الله وما عنده . وقد اختلف في هذه الآية على قولين : أحدهما أنها نزلت في المشركين خاصة ، وبه قال الحسن ، والثاني : أنها عامة وهو قول الجمهور ، حكاه الماوردي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.