فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا} (20)

ثم علل ما سبق من الأمر والنهي فقال : { إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } أي : يطلعوا عليكم ويعلموا بمكانكم ، يعني : أهل المدينة { يَرْجُمُوكُمْ } يقتلوكم بالرجم ، وهذه القتلة هي أخبث قتلة . [ فإن ذلك كان ] عادة لهم ، ولهذا خصه من بين أنواع ما يقع به القتل { أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ } أي : يردّوكم إلى ملتهم التي كنتم عليها قبل أن يهديكم الله ، أو المراد بالعود هنا : الصيرورة على تقدير أنهم لم يكونوا على ملتهم ، وإيثار كلمة «في » على كلمة «إلى » للدلالة على الاستقرار { وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا } في إذاً معنى الشرط . كأنه قال : إن رجعتم إلى دينهم فلن تفلحوا إذاً أبداً ، لا في الدنيا ولا في الآخرة .

/خ20