البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا} (20)

وقال الزمخشري : الضمير في { أنهم } راجع إلى الأهل المقدر في { أيها } والظهور هنا الإطلاع عليهم والعلم بمكانهم .

وقيل : العلو والغلبة .

وقرأ زيد بن عليّ { يظهروا } بضم الياء مبنياً للمفعول ، والظاهر الرجم بالحجارة وكان الملك عازماً على قتلهم لو ظفر بهم ، والرجم كان عادة فيما سلف لمن خالف من الناس إذ هي أشفى ولهم فيها مشاركة .

وقال حجاج : معناه بالقول يريد السب وقاله ابن جبير { أو يعيدوكم } يدخلوكم فيها مكرهين ، ولا يلزم من العود إلى الشيء التلبس به قبل إذ يطلق ويراد به الصيرورة { ولن تفلحوا } إن دخلتم في دينهم و { إذاً } حرف جزاء وجواب ، وقد تقدم الكلام عليها وكثيراً ما يتضح تقدير شرط وجزاء .