فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا} (20)

{ إنهم } أي أهل المدينة { إن يظهروا عليكم } أي يطلعوا ويعلموا بمكانكم { يرجموكم } يقتلوكم بالرجم وهذه القتلة هي أخبث قتلة وكأن ذلك كان عادة لهم ولهذا خصه من بين أنواع ما يقع به القتل ، وقيل يشتموكم ويؤذوكم بالقول والأول أولى { أو يعيدوكم في ملتهم } أي يردوكم إلى ملتهم التي كنتم عليها قبل أن يهديكم الله أو يصيروكم إليها كرها والمراد بالعود هنا الصيرورة على تقدير أنهم لم يكونوا على ملتهم وإيثار كلمة " في " على كلمة إلى للدلالة على الاستقرار .

{ ولن تفلحوا إذن أبدا } في إذا معنى الشرط والجزاء كأنه قال إن رجعتم إلى دينهم فلن تفلحوا إذا أبدا لا في الدنيا ولا في الآخرة .