غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا} (20)

1

{ إنهم إن يظهروا } يطلعوا على مكانكم أو { عليكم يرجموكم } يقتلوكم أخبث القتلة وهي الرجم وكأنه كانت عادتهم { أو يعيدوكم في ملتهم } بالإكراه العنيف . وقال في الكشاف : العود في معنى الصيرورة أكثر شيء في كلامهم يقولون ما عدت أفعل كذا يريدون ابتداء الفعل . قلت : يحتمل أن يكون العود ههنا على معناه الأصلي لاحتمال أن يكون أصحاب الكهف على ملة أهل المدينة قبل أن هداهم الله . وفي " أذن " معنى الشرط كأنه قال : إن رجعتم إلى دينهم فلم تفلحوا أبداً ، قال المحققون : لا خوف على المؤمن الفار بدينه أعظم من هذين . ففي الأول هلاك الدنيا ، وفي الثاني هلاك الآخرة . وإنما نفى الفلاح على التأبيد مع أن كفر المكره لا يضر ، لأنهم خافوا أن يجرهم ظاهر الموافقة إلى الكفر القلبي .

/خ26