{ قَالَ هذا رَحْمَةٌ من رَبّي } أي : قال ذو القرنين مشيراً إلى السدّ : هذا السدّ رحمة من ربي ، أي : أثر من آثار رحمته لهؤلاء المتجاوزين للسدّ ولمن خلفهم ممن يخشى عليه معرتهم لو لم يكن ذلك السد ؛ وقيل : الإشارة إلى التمكين من بنائه { فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبّي } أي : أجل ربي أن يخرجوا منه ، وقيل : هو مصدر بمعنى المفعول ، وهو يوم القيامة { جَعَلَهُ دَكَّاء } أي : مستوياً بالأرض ومنه قوله : { كلا إِذَا دُكَّتِ الأرض دَكّاً } [ الفجر : 21 ] . قال الترمذي : أي مستوياً ، يقال ناقة دكاء : إذا ذهب سنامها . وقال القتيبي : أي جعله مدكوكاً ملصقاً بالأرض . وقال الحليمي : قطعاً متكسراً . قال الشاعر :
هل غير غار دك غاراً فانهدم *** . . .
قال الأزهري : دككته ، أي : دققته . ومن قرأ { دكاء } بالمد وهو عاصم وحمزة والكسائي أراد التشبيه بالناقة الدكاء ، وهي التي لا سنام لها ، أي : مثل دكاء ، لأن السدّ مذكر فلا يوصف بدكاء . وقرأ الباقون ( دكاً ) بالتنوين على أنه مصدر ، ومعناه ما تقدّم ، ويجوز أن يكون مصدراً بمعنى الحال ، أي : مدكوكاً { وَكَانَ وَعْدُ رَبّي حَقّاً } أي : وعده بالثواب والعقاب ، أو الوعد المعهود حقاً ثابتاً لا يتخلف . وهذا أخر قول ذي القرنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.