{ حتى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشمس } أي : نهاية الأرض من جهة المغرب ، لأن من وراء هذه النهاية البحر المحيط ، وهو لا يمكن المضيّ فيه { وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } قرأ ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي «حامية » : أي : حارّة . وقرأ الباقون «حمئة » أي : كثيرة الحمأة ، وهي الطينة السوداء ، تقول : حمئت البئر حمأ بالتسكين : إذا نزعت حمأتها ، وحمأت البئر حمأتها بالتحريك : كثرت حمأتها ، ويجوز أن تكون حامية من الحمأة ، فخففت الهمزة وقلبت ياء ، وقد يجمع بين القراءتين فيقال : كانت حارة وذات حمأة . قيل : ولعل ذا القرنين لما بلغ ساحل البحر المحيط رآها كذلك في نظره ، ولا يبعد أن يقال : لا مانع من أن يمكنه الله من عبور البحر المحيط حتى يصل إلى تلك العين التي تغرب فيها الشمس ، وما المانع من هذا بعد أن حكى الله عنه أنه بلغ مغرب الشمس ، ومكن له في الأرض والبحر من جملتها ، ومجرد الاستبعاد لا يوجب حمل القرآن على خلاف ظاهره { وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً } الضمير في عندها إما للعين أو للشمس . قيل : هم قوم لباسهم جلود الوحش ، وكانوا كفاراً ، فخيّره الله بين أن يعذبهم وبين أن يتركهم ، فقال : { إِمَّا أَن تُعَذّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } أي : إما أن تعذبهم بالقتل من أوّل الأمر ، وإما أن تتخذ فيهم أمراً ذا حسن أو أمراً حسناً مبالغة بجعل المصدر صفة للأمر ، والمراد : دعوتهم إلى الحق وتعليمهم الشرائع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.