فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعَ طَرَآئِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلۡخَلۡقِ غَٰفِلِينَ} (17)

واللام في { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ } جواب لقسم محذوف ، والجملة مبتدأة مشتملة على بيان خلق ما يحتاجون إليه بعد بيان خلقهم . والطرائق : هي السماوات . قال الخليل والفراء والزجاج : سميت طرائق ؛ لأنه طورق بعضها فوق بعض كمطارقة النعل . قال أبو عبيدة : طارقت الشيء جعلت بعضه فوق بعض ، والعرب تسمي كل شيء فوق شيء طريقة . وقيل : لأنها طرائق الملائكة . وقيل : لأنها طرائق الكواكب { وَمَا كُنَّا عَنِ الخلق غافلين } المراد بالخلق هنا : المخلوق ، أي : وما كنا عن هذه السبع الطرائق وحفظها عن أن تقع على الأرض بغافلين . وقال أكثر المفسرين : المراد الخلق كلهم بغافلين بل حفظنا السماوات عن أن تسقط ، وحفظنا من في الأرض أن تسقط السماء عليهم فتهلكهم أو تميد بهم الأرض ، أو يهلكون بسبب من الأسباب المستأصلة لهم ، ويجوز أن يراد نفي الغفلة عن القيام بمصالحهم وما يعيشون به ، ونفي الغفلة عن حفظهم .

/خ22