فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ} (6)

قال الفراء : إن «على » في قوله : { إِلاَّ على أزواجهم } بمعنى : «من » . وقال الزجاج : المعنى : أنهم يلامون في إطلاق ما حظر عليهم فأمروا بحفظه إلا على أزواجهم ودلّ على المحذوف ذكر اللوم في آخر الآية . والجملة في محل نصب على الحال . وقيل : إن الاستثناء من نفي الإرسال المفهوم من الحفظ ، أي لا يرسلونها على أحد إلا على أزواجهم . وقيل : المعنى : إلا والين على أزواجهم وقوّامين عليهم من قولهم : كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان . والمعنى : أنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلا في حال تزوّجهم أو تسرّيهم ، وجملة : { أَوْ مَا مَلَكَتْ أيمانهم } في محل جرّ عطفاً على أزواجهم ، و«ما » مصدرية . والمراد بذلك : الإماء ، وعبر عنهنّ ب«ما » التي لغير العقلاء ؛ لأنه اجتمع فيهنّ الأنوثة المنبئة عن قصور العقل وجواز البيع والشراء فيهنّ كسائر السلع ، فأجراهن بهذين الأمرين مجرى غير العقلاء ، وجملة : { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } تعليل لما تقدّم مما لا يجب عليهم حفظ فروجهم منه .

/خ11