ثم وصف هؤلاء المؤمنين بقوله : { الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خاشعون } وما عطف عليه . والخشوع منهم من جعله من أفعال القلوب كالخوف والرهبة ، ومنهم من جعله من أفعال الجوارح كالسكون وترك الالتفات والعبث ، وهو في اللغة السكون والتواضع والخوف والتذلل .
وقد اختلف الناس في الخشوع هل هو من فرائض الصلاة أو من فضائلها ؟ على قولين : قيل : الصحيح الأوّل ، وقيل : الثاني . وادّعى عبد الواحد بن زيد إجماع العلماء على أنه ليس للعبد إلا ما عقل من صلاته ، حكاه النيسابوري في تفسيره . قال : ومما يدل على صحة هذا القول قوله تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن } [ محمد : 24 ] . والتدبر لا يتصوّر بدون الوقوف على المعنى ، وكذا قوله : { أَقِمِ الصلاة لِذِكْرِي } [ طه : 14 ] . والغفلة تضادّ الذكر ، ولهذا قال : { وَلاَ تَكُنْ منَ الغافلين } [ الأعراف : 205 ] . وقوله : { حتى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ } [ النساء : 43 ] . نهي للسكران والمستغرق في هموم الدنيا بمنزلته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.