فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَيَعِدُكُمۡ أَنَّكُمۡ إِذَا مِتُّمۡ وَكُنتُمۡ تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَنَّكُم مُّخۡرَجُونَ} (35)

والاستفهام في قوله : { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتمْ } للإنكار ، والجملة مستأنفة مقرّرة لما قبلها من تقبيح اتباعهم له . قرئ بكسر الميم من { متم } ، من مات [ يمات ] كخاف يخاف ، وقرئ بضمها من مات يموت ، كقال يقول . { وَكُنتُمْ تُرَاباً وعظاما } أي كان بعض أجزائكم تراباً ، وبعضها عظاماً نخرة لا لحم فيها ولا أعصاب عليها . وقيل : وتقديم التراب ؛ لكونه أبعد في عقولهم . وقيل : المعنى : كان متقدّموكم تراباً ، ومتأخروكم عظاماً { أَنَّكُمْ مخْرَجُونَ } أي من قبوركم أحياء كما كنتم ، قال سيبويه : " أنّ " الأولى في موضع نصب بوقوع " أيعدكم " عليها ، وأن الثانية بدلّ منها . وقال الفرّاء والجرمي والمبرّد : إن " أن " الثانية مكرّرة للتوكيد ، وحسن تكريرها لطول الكلام ، وبمثله قال الزجاج . وقال الأخفش : " أن " الثانية في محل رفع بفعل مضمر ، أي يحدث إخراجكم كما تقول : اليوم القتال ، فالمعنى : اليوم يحدث القتال .

/خ41