فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (32)

{ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً } عدّى فعل الإرسال بفي مع أنه يتعدّى بإلى ؛ للدلالة على أن هذا الرسول المرسل إليهم نشأ فيهم بين أظهرهم ، يعرفون مكانه ومولده ، ليكون سكونهم إلى قوله أكثر من سكونهم إلى من يأتيهم من غير مكانهم . وقيل : وجه التعدية للفعل المذكور بفي أنه ضمن معنى القول ، أي قلنا لهم على لسان الرسول { اعبدوا الله } ولهذا جيء بأن المفسرة . والأوّل أولى ؛ لأن تضمين أرسلنا معنى قلنا لا يستلزم تعديته بفي ، وجملة : { مَا لَكُم منْ إله غَيْرُهُ } تعليل للأمر بالعبادة { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عذابه الذي يقتضيه شرككم .

/خ41