فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَيَعِدُكُمۡ أَنَّكُمۡ إِذَا مِتُّمۡ وَكُنتُمۡ تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَنَّكُم مُّخۡرَجُونَ} (35)

{ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ } الهمزة للإنكار ، والجملة مستأنفة مقررة لما قبلها من تقبيح إتباعهم له بإنكار وقوع ما يدعوهم إلى الإيمان به واستعباده ، قرئ بكسر الميم من { متم } من مات يمات كخاف يخاف وبضمها من مات يموت كقال يقول { وَكُنتُمْ } أي كان بعض أجزائكم { تُرَابًا } بعضها { عِظَامًا } نخرة لا لحم فيها ، ولا أعصاب عليها ، قيل وتقديم التراب لكونه أبعد في عقولهم ، وقيل المعنى كان متقدموكم ترابا ومتأخروكم عظاما .

{ أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ } أي مبعوثون من قبوركم أحياء كما كنتم للسؤال والحساب والثواب والعقاب وثنى أنكم للتأكيد ؛ وحسن ذلك طول الفصل بين الأولى والثاني بالظرف ، وإليه ذهب الجرمي والمبرد والفراء وقيل بدل من الأولى وإليه ذهب سيبويه .