فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ} (25)

{ وَمِنْ ءاياته أَن تَقُومَ السماء والأرض بِأَمْرِهِ } أي قيامهما واستمساكهما بإرادته سبحانه وقدرته بلا عمد يعمدها ، ولا مستقرّ يستقران عليه . قال الفراء : يقول أن تدوما قائمتين بأمره { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مّنَ الأرض إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } أي ثم بعد موتكم ومصيركم في القبور ، إذا دعاكم دعوة واحدة فاجأتم الخروج منها بسرعة ، من غير تلبث ولا توقف ، كما يجيب المدعو المطيع دعوة الداعي المطاع .

و { من الأرض } متعلق ب " دعا " ، أي دعاكم من الأرض التي أنتم فيها ، كما يقال : دعوته من أسفل الوادي فطلع إليّ ، أو متعلق بمحذوف هو صفة لدعوة ، أو متعلق بمحذوف يدلّ عليه تخرجون ، أي خرجتم من الأرض ، ولا يجوز أن يتعلق ب { تخرجون } ؛ لأن ما بعد إذ لا يعمل فيما قبلها ، وهذه الدعوة هي نفخة إسرافيل الآخرة في الصور على ما تقدّم بيانه ، وقد أجمع القراء على فتح التاء في { تخرجون } هنا ، وغلط من قال إنه قرىء هنا بضمها على البناء للمفعول ، وإنما قرىء بضمها في الأعراف .

/خ27