فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةٗ فَرِحُواْ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ} (36)

{ وَإِذَا أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً } أي خصباً ونعمة وسعة وعافية { فَرِحُواْ بِهَا } فرح بطر وأشر ، لا فرح شكر بها وابتهاج بوصولها إليهم { قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } [ يونس : 58 ] . ثم قال سبحانه : { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ } شدة على أي صفة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي بسبب ذنوبهم { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } القنوط : الإياس من الرحمة ، كذا قال الجمهور . وقال الحسن : القنوط : ترك فرائض الله سبحانه . قرأ الجمهور : " يقنطون " بضم النون . وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب بكسرها .

/خ37