ثم كرّر سبحانه ما تقدّم لقصد التأكيد للحجة ، والدفع لما قاله الكفرة ، فقال : { قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } أي يوسعه لمن يشاء ، ويضيقه على من يشاء ، وليس في ذلك دلالة على سعادة ولا شقاوة { وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ } أي يخلفه عليكم ، يقال أخلف له ، وأخلف عليه : إذا أعطاه عوضه وبدله ، وذلك البدل إما في الدنيا ، وإما في الآخرة { وَهُوَ خَيْرُ الرازقين } فإن رزق العباد لبعضهم البعض إنما هو بتيسير الله وتقديره ، وليسوا برازقين على الحقيقة بل على طريق المجاز ، كما يقال : في الرجل إنه يرزق عياله ، وفي الأمير إنه يرزق جنده ، والرازق للأمير ، والمأمور والكبير والصغير هو الخالق لهم ، ومن أخرج من العباد إلى غيره شيئاً مما رزقه الله ، فهو إنما تصرّف في رزق الله له ، فاستحق بما خرج منه الثواب عليه المضاعف لامتثاله لأمر الله ، وإنفاقه فيما أمره الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.