ثم خاطب الكفار على العموم ، أو كفار مكة على الخصوص ، فقال : { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بفاتنين } أي فإنكم وآلهتكم التي تعبدون من دون الله لستم بفاتنين على الله بإفساد عباده ، وإضلالهم ، وعلى متعلقة بفاتنين . والواو في { وما تعبدون } إما للعطف على اسم إن ، أو هو بمعنى : مع ، وما موصولة ، أو مصدرية ، أي فإنكم ، والذي تعبدون ، أو وعبادتكم ، ومعنى { فاتنين } مضلين ، يقال : فتنت الرجل ، وأفتنته ، ويقال : فتنه على الشيء ، وبالشيء كما يقال : أضله على الشيء ، وأضله به . قال الفراء : أهل الحجاز يقولون : فتنته ، وأهل نجد يقولون : أفتنته ، ويقال : فتن فلان على فلان امرأته ، أي : أفسدها عليه ، فالفتنة هنا بمعنى : الإضلال والإفساد . قال مقاتل : يقول ما أنتم بمضلين أحداً بآلهتكم إلا من قدَر الله له أن يصلى الجحيم ، { وما } في { وَمَا أَنتُمْ } نافية و { أَنتُمْ } خطاب لهم ، ولمن يعبدونه على التغليب .
قال الزجاج : أهل التفسير مجمعون فما علمت أن المعنى : ما أنتم بمضلين أحداً إلا من قدّر الله عزّ وجلّ عليه أن يضلّ ، ومنه قول الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.