{ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب بالحق } الباء سببية متعلقة بالإنزال ، أي : أنزلناه بسبب الحقّ ، ويجوز أن تتعلق بمحذوف هو حال من الفاعل ، أي ملتبسين بالحق ، أو من المفعول ، أي ملتبساً بالحق ، والمراد كلّ ما فيه من إثبات التوحيد ، والنبوّة ، والمعاد ، وأنواع التكاليف . قال مقاتل : يقول لم ننزله باطلاً لغير شيء { فاعبد الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين } الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، وانتصاب مخلصاً على الحال من فاعل اعبد ، والإخلاص : أن يقصد العبد بعمله وجه الله سبحانه ، والدين : العبادة والطاعة ، ورأسها توحيد الله ، وأنه لا شريك له . قرأ الجمهور : { الدين } بالنصب على أنه مفعول مخلصاً . وقرأ ابن أبي عبلة برفعه على أن مخلصاً مسند إلى الدين على طريقة المجاز . قيل : وكان عليه أن يقرأ مخلصاً بفتح اللام . وفي الآية دليل على وجوب النية ، وإخلاصها عن الشوائب ؛ لأن الإخلاص من الأمور القلبية التي لا تكون إلا بأعمال القلب ، وقد جاءت السنة الصحيحة أن ملاك الأمر في الأقوال والأفعال النية ، كما في حديث : «إنما الأعمال بالنيات » وحديث : «لا قول ولا عمل إلا بنية » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.