فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (34)

ثم ذكر سبحانه ما لهؤلاء الصادقين المصدّقين في الآخرة ، فقال : { لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبّهِمْ } أي لهم كل ما يشاءونه من رفع الدرجات ، ودفع المضرّات ، وتكفير السيئات ، وفي هذا ترغيب عظيم ، وتشويق بالغ ، والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما تقدم ذكره من جزائهم ، وهو مبتدأ ، وخبره قوله : { جَزَاء المحسنين } أي الذين أحسنوا في أعمالهم . وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك »