وتسمى سورة القتال ، وسورة الذين كفروا . وهي تسع وثلاثون آية ، وقيل ثمان وثلاثون وهي مدنية . قال الماوردي : في قول الجميع ، إلا ابن عباس وقتادة فإنهما قالا : إلا آية منها نزلت بعد حجة الوداع حين خرج من مكة وجعل ينظر إلى البيت وهو يبكي حزناً عليه ، فنزل قوله تعالى : { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك } وقال الثعلبي : إنها مكية . وحكاه ابن هبة الله عن الضحاك وسعيد بن جبير وهو غلط من القول ، فالسورة مدنية كما لا يخفى . وقد أخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال : نزلت سورة القتال بالمدينة . وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عنه قال : نزلت سورة محمد بالمدينة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال : نزلت بالمدينة سورة الذين كفروا . وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهم في المغرب { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } .
قوله : { الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله } هم كفار قريش كفروا بالله ، وصدّوا أنفسهم وغيرهم عن سبيل الله ، وهو دين الإسلام بنهيهم عن الدخول فيه ، كذا قال مجاهد ، والسديّ . وقال الضحاك : معنى { عن سبيل الله } : عن بيت الله بمنع قاصديه . وقيل : هم أهل الكتاب ، والموصول مبتدأ وخبره { أَضَلَّ أعمالهم } أي أبطلها وجعلها ضائعة . قال الضحاك : معنى { أَضَلَّ أعمالهم } : أبطل كيدهم ومكرهم بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ، وجعل الدائرة عليهم في كفرهم . وقيل : أبطل ما عملوه في الكفر مما كانوا يسمونه مكارم أخلاق ، من صلة الأرحام ، وفكّ الأسارى وقري الأضياف ، وهذه وإن كانت باطلة من أصلها ، لكن المعنى : أنه سبحانه حكم ببطلانها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.