فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم} (14)

ثم ذكر سبحانه الفرق بين حال المؤمن ، وحال الكافر فقال : { أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ } والهمزة للإنكار ، والفاء للعطف على مقدّر كنظائره ، ومن مبتدأ ، والخبر { كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ } وأفرد في هذا باعتبار «لفظ » من ، وجمع في قوله : { واتبعوا أَهْوَاءهُمْ } باعتبار معناها ، والمعنى : أنه لا يستوي من كان على يقين من ربه ، ولا يكون كمن زيّن له سوء عمله ، وهو عبادة الأوثان والإشراك بالله ، والعمل بمعاصي الله ، واتبعوا أهواءهم في عبادتها ، وانهمكوا في أنواع الضلالات بلا شبهة توجب الشك فضلاً عن حجة نيرة .

/خ19