فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ} (58)

والنداء الدعاء برفع الصوت ، وناداه مناداة ونداء : صالح به ، وتنادوا : أي نادى بعضهم بعضاً . وتنادوا : أي جلسوا في النادي ، والضمير في { اتخذوها } للصلاة أي اتخذوا صلاتكم هزؤاً ولعباً ؛ وقيل : الضمير للمناداة المدلول عليها بناديتم . قيل : وليس في كتاب الله تعالى ذكر الأذان إلا في هذا الموضع ، وأما قوله تعالى في الجمعة : { إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الجمعة } فهو خاص بنداء الجمعة . وقد اختلف أهل العلم في كون الأذان واجباً أو غير واجب ، وفي ألفاظه وهو مبسوط في مواطنه . قوله : { ذلك بِأَنَّهُمْ قَوْم لاَّ يَعْقِلُونَ } أي ذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون ، لأن الهزؤ واللعب شأن أهل السفه والخفة والطيش .

/خ63