فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

قوله : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله } لما فرغ سبحانه من بيان من لا تحلّ موالاته ، بيّن من هو الوليّ الذي تجب موالاته ، ومحل { الذين يُقِيمُونَ الصلاة } الرفع على أنه صفة للذين آمنوا ، أو بدل منه ، أو النصب على المدح . وقوله : { وَهُمْ رَاكِعُونَ } جملة حالية من فاعل الفعلين اللذين قبله . والمراد بالركوع : الخشوع والخضوع : أي يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم خاشعون خاضعون لا يتكبرون ؛ وقيل هو حال من فاعل الزكاة . والمراد بالركوع هو المعنى المذكور : أي يضعون الزكاة في مواضعها غير متكبرين على الفقراء ، ولا مترفعين عليهم ؛ وقيل المراد بالركوع على المعنى الثاني : ركوع الصلاة ، ويدفعه عدم جواز إخراج الزكاة في تلك الحال .

/خ56