فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تَبۡصِرَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِكُلِّ عَبۡدٖ مُّنِيبٖ} (8)

{ تَبْصِرَةً وذكرى لِكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } هما علتان لما تقدّم منتصبان بالفعل الأخير منها ، أو بمقدّر : أي فعلنا ما فعلنا للتبصير والتذكير ، قاله الزجاج . وقال أبو حاتم : انتصبا على المصدرية : أي جعلنا ذلك تبصرة وذكرى . والمنيب : الراجع إلى الله بالتوبة المتدبر في بديع صنعه ، وعجائب مخلوقاته . وفي سياق هذه الآيات تذكير لمنكري البعث ، وإيقاظ لهم عن سنة الغفلة ، وبيان لإمكان ذلك وعدم امتناعه ، فإن القادر على مثل هذه الأمور يقدر عليه ، وهكذا قوله : { وَنَزَّلْنَا مِنَ السماء مَاء مباركا } .

/خ15