فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ} (55)

{ فَبِأَيّ آلاء رَبّكَ تتمارى } هذا خطاب للإنسان المكذب : أي فبأي نعم ربك أيها الإنسان المكذب تشكك وتمتري ، وقيل : الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضاً لغيره ، وقيل : لكلّ من يصلح له ، وإسناد فعل التماري إلى الواحد باعتبار تعدّده بحسب تعدد متعلقه وسمى هذه الأمور المذكورة آلاء : أي نعماً مع كون بعضها نقماً لا نعماً ، لأنها مشتملة على العبر والمواعظ ، ولكون فيها انتقام من العصاة ، وفي ذلك نصرة للأنبياء والصالحين . قرأ الجمهور { تتمارى } من غير إدغام ، وقرأ يعقوب وابن محيصن بإدغام إحدى التاءين في الأخرى .

/خ62