فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡۘ يَوۡمَ يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ} (6)

ثم أمره الله سبحانه بالإعراض عنهم ، فقال : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي أعرض عنهم حيث لم يؤثر فيهم الإنذار ، وهي منسوخة بآية السيف { يَوْمَ يَدْعُو الدّاع إلى شَيْء نُّكُرٍ } انتصاب الظرف إما بفعل مقدّر : أي اذكر ، وإما ب { يخرجون } المذكور بعده ، وإما بقوله : { فَمَا تُغْنِ } ، ويكون قوله : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } اعتراض ، أو بقوله : { يَقُولُ الكافرون } أو بقوله : { خُشَّعاً } وسقطت الواو من { يدع } اتباعاً للفظ ، وقد وقعت في الرسم هكذا ، وحذفت الياء من الدّاع للتخفيف واكتفاء بالكسرة ، والداع : هو إسرافيل ، والشيء النكر : الأمر الفظيع الذي ينكرونه استعظاماً له لعدم تقدّم العهد لهم بمثله . قرأ الجمهور بضم الكاف . وقرأ ابن كثير بسكونها تخفيفاً . وقرأ مجاهد وقتادة بكسر الكاف ، وفتح الراء على صيغة الفعل المجهول .

/خ17