فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ} (48)

{ وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى } أي أغنى من شاء وأفقر من شاء ، ومثله قوله : { يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ } [ الرعد : 26 ] وقوله : «يَقْبِضُ ويبسط » [ البقرة : 245 ] قاله ابن زيد ، واختاره ابن جرير . وقال مجاهد وقتادة والحسن : أغنى : موّل ، وأقنى : أخدم وقيل : معنى أقنى : أعطى القنية ، وهي ما يتأثل من الأموال . وقيل : معنى أقنى : أرضى بما أعطى : أي أغناه ، ثم رضاه بما أعطاه . قال الجوهري : قنّى الرجل قنًى ، مثل غنّى غنًى : أي أعطاه ما يقتني ، وأقناه : أرضاه ، والقنى : الرضا . قال أبو زيد : تقول العرب : من أعطى مائة من البقر فقد أعطى القنى ، ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغنى ، ومن أعطى مائة من الإبل فقد أعطى المنى . قال الأخفش ، وابن كيسان : أقنى : أفقر ، وهو يؤيد القول الأوّل .

/خ62