لما فرغ سبحانه من تعداد النعم الدنيوية على الثقلين ذكر نعمه الأخروية التي أنعم بها عليهم ، فقال : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ } مقامه سبحانه هو الموقف الذي يقف فيه العباد للحساب ، كما في قوله : { يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين } [ المطففين : 6 ] فالمقام مصدر بمعنى القيام ، وقيل : المعنى خاف قيام ربه عليه ، وهو إشرافه على أحواله واطلاعه على أفعاله وأقواله ، كما في قوله : { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ على كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [ الرعد : 33 ] قال مجاهد والنخعي : هو الرجل يهمّ بالمعصية فيذكر الله فيدعها من خوفه .
واختلف في «الجنتين » ، فقال مقاتل : يعني : جنة عدن وجنة النعيم ، وقيل : إحداهما التي خلقت له والأخرى ورثها . وقيل : إحداهما منزله والأخرى منزل أزواجه . وقيل : إحداهما أسافل القصور والأخرى أعاليها . وقيل : جنة للخائف الإنسي ، وجنة للخائف الجنيّ . وقيل : جنة لفعل الطاعة وأخرى لترك المعصية ، وقيل : جنة للعقيدة التي يعتقدها ، وأخرى للعمل الذي يعمله ، وقيل : جنة بالعمل وجنة بالتفضل ، وقيل : جنة روحانية وجنة جسمانية ، وقيل : جنة لخوفه من ربه وجنة لتركه شهوته ، وقال الفرّاء : إنما هي جنة واحدة ، والتثنية لأجل موافقة رؤوس الآي . قال النحاس : وهذا القول من أعظم الغلط على كتاب الله ، فإن الله يقول : { جَنَّتَانِ } ويصفهما بقوله : { فيهما } الخ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.