{ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } انتصاب { متكئين } على الحال من فاعل قوله : { وَلِمَنْ خَافَ } وإنما جمع حملاً على معنى من ، وقيل : عاملها محذوف ، والتقدير : يتنعمون متكئين ، وقيل : منصوب على المدح ، والفرش جمع فرش ، والبطائن : هي التي تحت الظهائر ، وهي جمع بطانة .
قال الزجاج : هي ما يلي الأرض ، والإستبرق : ما غلظ من الديباج ، وإذا كانت البطائن من إستبرق فكيف تكون الظهائر ؟ قيل لسعيد بن جبير : البطائن من إستبرق فما الظواهر ؟ قال : هذا بما قال الله فيه : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِي لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] قيل : إنما اقتصر على ذكر البطائن ، لأنه لم يكن أحد في الأرض يعرف ما في الظهائر . وقال الحسن : بطائنها من إستبرق ، وظهائرها من نور جامد . وقال الحسن : البطائن هي الظهائر ، وبه قال الفراء : وقال : قد تكون البطانة الظهارة والظهارة البطانة ، لأن كلّ واحد منهما يكون وجهاً ، والعرب تقول : هذا ظهر السماء ، وهذا بطن السماء لظاهرها الذي نراه ، وأنكر ابن قتيبة هذا ، وقال : لا يكون هذا إلاّ في الوجهين المتساويين { وَجَنَى الجنتين دَانٍ } مبتدأ وخبر ، والجنى : ما يجتنى من الثمار ، قيل : إن الشجرة تدنو حتى يجنيها من يريد جناها ، ومنه قول الشاعر :
هذا جَناي وخِيَاره فيه *** إِذْ كلُّ جانٍ يَدُهُ إلى فيه
قرأ الجمهور { فُرُشٍ } بضمتين ، وقرأ أبو حيوة بضمة وسكون ، وقرأ الجمهور { جَنَى } بفتح الجيم ، وقرأ عيسى بن عمر بكسرها ، وقرأ عيسى أيضاً بكسر النون على الإمالة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.