فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَطُوفُونَ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَ حَمِيمٍ ءَانٖ} (44)

{ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا } أي بين جهنم فتحرقهم { وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ } فتصبّ على وجوههم ، والحميم : الماء الحارّ ، والآن : الذي قد انتهى حرّه وبلغ غايته ، كذا قال الفراء . قال الزجاج : أَنَى يأنَى أنَّى ، فهو آنٍ : إذا انتهى في النضج والحرارة ، ومنه قول النابغة الذبياني :

وتخضب لحية غدرت وخانت *** بأحمر من نجيع الجوف آن

وقيل : هو واد من أودية جهنم يجمع فيه صديد أهل النار ، فيغمسون فيه . قال قتادة : يطوفون مرّة في الحميم ومرّة بين الجحيم .