فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَامِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (135)

قوله : { قُلْ يا قَوْم اعملوا على مَكَانَتِكُمْ } المكانة : الطريقة ، أي اثبتوا على ما أنتم عليه ، فإني غير مبال بكم ولا مكترث بكفركم ، إني ثابت على ما أنا عليه { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } من هو على الحق ومن هو على الباطل ، وهذا وعيد شديد ، فلا يرد ما يقال كيف يأمرهم بالثبات على الكفر ؟ و{ عاقبة الدار } هي العاقبة المحمودة التي يحمد صاحبها عليها : أي من له النصر في دار الدنيا ، ومن له وراثة الأرض ، ومن له الدار الآخرة . وقال الزجاج : معنى مكانتكم : تمكنكم في الدنيا ، أي اعملوا على تمكنكم من أمركم . وقيل : على ناحيتكم . وقيل : على موضعكم . قرأ حمزة والكسائي { من يكون } بالتحتية ، وقرأ الباقون بالفوقية . والضمير في { أنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون } للشأن : أي لا يفلح من اتصف بصفة الظلم ، وهو تعريض لهم بعدم فلاحهم لكونهم المتصفين بالظلم .

/خ137