فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ} (42)

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إلى أُمَمٍ من قَبْلِكَ } كلام مبتدأ مسوق لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم ، أي ولقد أرسلنا إلى أمم كائنة من قبلك رسلاً فكذبوهم { فأخذناهم بالبأساء والضراء } أي البؤس والضرّ . وقيل : البأساء المصائب في الأموال ، والضراء المصائب في الأبدان ، وبه قال الأكثر { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } أي يدعون الله بضراعة ، مأخوذ من الضراعة وهي الذلّ ، يقال : ضرع فهو ضارع ، ومنه قول الشاعر :

ليبك يزيد ضارع لخصومة *** ومختبط مما تطيح الطوائح

/خ45