قوله : { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } هذا إضراب عما يدل عليه التمني من الوعد بالإيمان والتصديق ، أي لم يكن ذلك التمني منهم عن صدق نية وخلوص اعتقاد ، بل هو لسبب آخر ، وهو أنه بدا لهم ما كانوا يخفون ، أي يجحدون من الشرك ، وعرفوا أنهم هالكون بشركهم ، فعدلوا إلى التمني والمواعيد الكاذبة . وقيل : بدا لهم ما كانوا يخفون من النفاق والكفر بشهادة جوارحهم عليهم . وقيل : بدا لهم ما كانوا يكتمون من أعمالهم القبيحة كما قال تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ منَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } وقال المبرد : بدا لهم جزاء كفرهم الذي كانوا يخفونه ، وهو مثل القول الأوّل . وقيل : المعنى أنه ظهر للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والقيامة { وَلَوْ رُدُّواْ } إلى الدنيا حسبما تمنوا { لعادوا } لفعل ما نهوا عنه من القبائح التي رأسها الشرك ، كما عاين إبليس ما عاين من آيات الله ثم عاند { وَإِنَّهُمْ لكاذبون } أي متصفون بهذه الصفة لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ولو شاهدوا ما شاهدوا . وقيل المعنى : وإنهم لكاذبون فيما أخبروا به عن أنفسهم من الصدق والإيمان . وقرأ يحيى بن وثاب «وَلَوْ رِدُّوا » بكسر الراء ؛ لأن الأصل رددوا فنقلت كسرة الدال إلى الراء ، وجملة { وَإِنَّهُمْ لكاذبون } معترضة بين المعطوف وهو { وقالوا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.