الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ} (42)

قوله سبحانه : { وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فأخذناهم }[ الأنعام :42 ] .

في الكلام حَذْفٌ ، تقديره : فكذبوا ( فأخذناهم ) أي : تابعناهم ( بالبَأْسَاءِ ) الآية ، ( والبأساء ) المَصَائِبُ في الأموال ، ( والضراء ) في الأَبْدَانِ ، هذا قول الأكثر .

وقيل : قد يُوضَعُ كل واحد بَدَلَ الآخر ، والتضرُّعُ : التذلل ، والاستكانة ، ومعنى الآية توعد الكفار ، وضرب المَثَلِ لهم ، و{ لَوْلاَ } تحضيض ، وهي التي تلي الفِعْلَ بمعنى : «هلا » وهذا على جِهَةِ المعاتبة لِمُذْنِبٍ غائب ، وإظهار سوء فعله مع تَحَسُّرِ ما عليه ، قلت : أي : مع تَحَسُّرٍ ما ، باعتبار حالة البَشَرِ .