فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (45)

قوله : { فَقُطِعَ دَابِرُ القوم الذين ظَلَمُواْ } الدابر الآخر ، يقال دبر القوم يدبرهم دبراً : إذا كان آخرهم في المجيء ، والمعنى : أنه قطع آخرهم : أي استؤصلوا جميعاً حتى آخرهم . قال قطرب : يعني أنهم استؤصلوا وأهلكوا . قال أمية بن أبي الصلت :

فأهلكوا بعذاب حص دابرهم *** فما استطاعوا له صرفاً ولا انتصروا

ومنه التدبير ؛ لأنه أحكام عواقب الأمور . قوله : { والحمد للَّهِ رَبّ العالمين } أي على هلاكهم ، وفيه تعليم للمؤمنين كيف يحمدونه سبحانه عند نزول النعم التي من أجلها هلاك الظلمة الذين يفسدون في الأرض ، لا يصلحون ، فإنهم أشدّ على عباد الله من كل شديد ، اللهم أرح عبادك المؤمنين من ظلم الظالمين ، واقطع دابرهم ، وأبدلهم بالعدل الشامل لهم .

/خ45