فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ} (42)

{ ولقد أرسلنا } كلام مبتدأ مسوق لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم { إلى أمم } كائنة { من قبلك } رسلا فكذبوهم .

{ فأخذناهم } أي عاقبناهم { بالبأساء والضراء } أي البؤس والضرر قال سعيد بن جبير : خوف السلطان وغلاء السعر ، وقيل شدة الجوع ، وقيل المكروه ، وقيل الفقر الشديد ، وأصله من البؤس وهو الشدة وقيل البأساء المصائب في الأموال ، والضراء المصائب في الأبدان من الأمراض والأوجاع والزمانة ، وبه قال الأكثر وهما صيغتا تأنيث لا مذكر لهما على أفعال كما هو القياس ، فإنه لم يقل أضرر ولا أبأس صفة بل للتفضيل قاله الشهاب { لعلهم يتضرعون } أي يدعون الله بضراعة وهي الذل يقال ضرع فهو ضارع ، وهذا الترجي بحسب عقول البشر .