ثم أمره الله سبحانه أن يقول لهم : { هُوَ القادر على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً }أي الذي قدر على إنجائكم من تلك الشدائد ، ودفع عنكم تلك الكروب ، قادر على أن يعيدكم في شدّة ومحنة وكرب ، يبعث عذابه عليكم من كل جانب . فالعذاب المبعوث من جهة الفوق : ما ينزل من السماء من المطر والصواعق . والمبعوث من تحت الأرجل : الخسف والزلازل والغرق . وقيل : { من فَوْقِكُمْ } يعني الأمراء الظلمة { وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } يعني السفلة ، وعبيد السوء .
قوله : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } قرأ الجمهور بفتح التحتية ، من لبس الأمر : إذا خلطه . وقرأ أبو عبد الله المديني بضمها ، أي يجعل ذلك لباساً لكم . قيل والأصل : أو يلبس عليكم أمركم ، فحذف أحد المفعولين مع حرف الجرّ كما في قوله تعالى : { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ } والمعنى : يجعلكم مختلطي الأهواء مختلفي النحل متفرقي الآراء . وقيل : يجعلكم فرقاً يقاتل بعضكم بعضاً . والشيع : الفرق ، أي يخلطكم فرقاً .
قوله : { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } أي يصيب بعضكم بشدّة بعض من قتل وأسر ونهب { وَيُذِيقَ } معطوف على { يَبْعَثَ } ، وقرئ { نذيق } بالنون { انظر كَيْفَ نُصَرّفُ الآيات } نبين لهم الحجج والدلالات من وجوه مختلفة { لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } الحقيقة فيعودون إلى الحق الذي بيناه لهم بيانات متنوّعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.